رؤساء مصر.. مظلوم ومقتول وحرامي

لكل رئيس من رؤساء مصر المتعاقبين منذ ثورة يوليو 1952، سماته وطبيعة الفترة التى تولى فيها وبالتالي النهاية التي آل لها والتى اختلفت بين الرؤساء جميعهم بداية من محمد نجيب وحتى محمد مرسي..

الرئيس المظلوم

لا نبالغ أو نهول عندما نقول إن بعض المصريين يجهلون بأن اللواء الراحل محمد نجيب، وهو أول رئيس لجمهورية مصر العربية، فيقتصر معرفتهم به لاقتران اسمه بمحطة في مترو الأنفاق؛ والأمر يعود إلى التهميش الذي تعرض له بعد الإطاحة به من مجلس قيادة ثورة 23 يوليو؛ بسبب «رغبته في عودة الجيش لثكناته العسكرية، بعد ثورة 23 يوليو، وعودة الحياة النيابية المدنية»، بحسب ما ذكر في مذكراته، ما أدى إلى وضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته في قصر «زينب الوكيل»، ومنع أي زيارات له، حتى عام 1971 حينما قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات إنهاء الإقامة الجبرية له، وظل غائبًا عن الأضواء حتى وفاته في 28 أغسطس 1984.

الرئيس الملهم

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أبرز الضباط الأحرار، ثاني رؤساء مصر عقب ثورة 23 يوليو 1952، التي أطاحت بالملك فاروق، الذي تولى السلطة من سنة 1954، إلى وفاته سنة 1970.

ويُشير الكثيرون إلى أن وفاة «ناصر» لم تكن طبيعية؛ فحسين الشافعي كان من الصف الأول للضباط الأحرار، ونائب عبد الناصر لفترة طويلة، وهو أول من أخرج شكوكه للعلن لحظة الوفاة، حين قال: «مات مقتولًا»؛ فيما طالب حسن التهامي، سكرتير عبد الناصر، بتشريح الجثة بعدما وصلت إلى القصر الجمهوري.

وفجر الراحل الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، مفاجأة، حين تحدث عن ملابسات وفاته، وذكر احتمالية تورط الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في الواقعة، عن طريق إعطائه فنجان قهوة كان مسمومًا، وذلك في برنامج «تجربة حياة»، الذي كان يُقدمه عبر قناة «الجزيرة».

فيما قالت هدى عبد الناصر، نجلة «الزعيم الملهم»، كما يُطلق عليه محبوه، «إذا كان أبي قد قُتل بالفعل، فالسادات هو القاتل الأساسي وليس شريكًا في القتل، لكنى أؤكد أن الأمر ليس مؤكدًا وليس لدي دليل».
الرئيس المقتول

اغتيل السادات في ذكرى نصر أكتوبر التاريخي على العدو الصهيوني، والذي قاده بنفسه، في الواقعة المعروفة بـ«حادث المنصة»، خلال عرض عسكري أُقيم بمدينة نصر بالقاهرة في 6 أكتوبر 1981، ونفذ العملية عدد من ضباط الجيش على رأسهم الملازم أول مدفعية خالد الإسلامبولي، الذي حكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص في أبريل 1982، والضابط بالمخابرات الحربية عبود الزمر، وحسين عباس، القناص بالقوات المسلحة، وعطا طايل ملازم أول مهندس احتياط، وعبد الحميد عبد السلام، الضابط السابق بالدفاع الجوي.

وأكدت الأبنة الكبرى لـ«السادات»، رقية، أن لديها أسرارًا بشأن حادث المنصة الذي انتهى بمقتل والدها، مفصحة عن مفاجأة كبرى، حيث قالت إن لديها تسجيلًا مختلفًا للحادث عن ذلك المتداول في القنوات الفضائية، مشيرة إلى إن التسجيل الحصري الذي تملكه يُظهر أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ترك المنصة قبل الحادث لمدة عشر دقائق قبل أن يعود مرة أخرى وهو أمر اعتبرته غامضًا.

وأوضحت أنها تتهم الرئيس الأسبق بشكل واضح بالتورط في جريمة قتل والدها، كما أفصحت عن أن أباها طلب منها أن تسجل «الفيديو» قبل وفاته مباشرة، مشددة على أنه كان يشعر بأن شيئًا مختلفًا سيحدث في العرض العسكري، حيث قال لها ما نصه «ستكون هناك مفاجأة».

الرئيس الحرامي

تنحى الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الحكم يوم 11 فبراير 2011، إثر ثورة شعبية اندلعت يوم 25 يناير من العام ذاته، ثم زٌج به في السجن هو ورموز نظامه وأبنائه بتهم قتل المتظاهرين والكسب غير المشروع وغيرها.

وفي مطلع يناير الماضي، صدر أول حكم إدانة لـ«مبارك» ونجليه «علاء وجمال»، بعد رفض محكمة النقض الطعن المقدم على الحكم الصادر في قضية القصور الرئاسية، مع تأييدها سجنهم 3 سنوات، وتغريمهم 125 مليون و979 ألف جنيه، وإلزامهم برد مبلغ قدره 21 مليون و169 ألفًا، بعد اتهامهم بالاستيلاء على 125 مليون جنيه من ميزانية رئاسة الجمهورية المخصصة للقصور الرئاسية والتزوير في محررات رسمية، لينتهي به المطاف «حرامي» بعد 30 عامًا في حكم البلاد.

الرئيس الخائن

تولى القيادي بجماعة الإخوان، محمد مرسي، في 30 يونيو 2012، منصب رئيس الجمهورية، وبعد مرور عام على حكمه اندلعت تظاهرات حاشدة في الـ30 يونيو 2013 ضده، اتهمته بالخيانة والعمالة لجهات خارجية، وأعقب ذلك إصدار الفريق أول عبد الفتاح السيسي، حينها، بيانًا عُرف بـ«بيان 3 يوليو»، أعلن فيه عزل مرسي وتعيين المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية، رئيسًا مؤقتًا لحين انتخاب رئيس ومجلس شعب.

وفي مايو 2015؛ قضت محكمة جنايات القاهرة، بإعدام «مرسي» في قضية اقتحام والهروب من سجن وادي النطرون، خلال أحداث الثورة المصرية سنة 2011.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *