روني في ورطة حقيقية مع مورينيو !!

لا شك أن الفائز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز خمس مرات سابقة «واين روني» كان شخصية رئيسية في تشكيلة مانشستر يونايتد منذ انضمامه من إيفرتون، حيث لعب كمًا لا حصر له من الأدوار، سواء كمهاجم صريح أو كمهاجم متأخر أو جناح أو كلاعب وسط إرتكاز. ببساطة لم يقل روني كلمة “لا” للثلاثي الذي عمل معه في النادي «فيرجسون ومويس وفان خال»، لكنه قد يكون مُقبلاً على هذه الكلمة بعد وصول مورينيو بصفقاته الجديدة.

الوضع سيختلف قليلاً مع جوزيه مورينيو الذي كان يتمنى تدريب روني بعد عودته للإشراف على تشيلسي عام 2013، لكن فات الآون، فروني قبل ثلاث سنوات كان في مستوى والآن في مستوى الآخر، والسن له أحكامه.

الرجل الخاص قام بضم الثنائي مخيتريان وإبراهيموفيتش، ومن المعروف أن الأول يجيد لعب دور المهاجم المتأخر ودور صانع الألعاب، أما الثاني فهو من أفضل رؤوس الحربة في العالم حتى بعد تجاوزه الـ34 عامًا، وقد يضيق الخناق أكثر على «الجولدن بوي» بضمه لاعب وسط إرتكاز جديد يقال أنه «بول بوجبا أو ماتويدي» بعد الفشل في شراء نجولو كانتي من ليستر سيتي بسبب رغبة ذو الأصل المالي في العمل مع أنطونيو كونتي في تشيلسي.

وبالتزامن مع تحركات مورينيو لتعديل المشاكل الواضحة في الوسط والهجوم، هناك تراجع ملحوظ في المستوى الفني والبدني لواين روني فلم يعد بنفس الكفاءة التي كان عليها أيام فيرجسون بالذات.

وقال مورينيو «بالنسبة لي، لن يكون رقم 6 أبدًا، لا يمكن وضع روني على مسافة 50 مترًا من المرمى، يمكنك أن تقول بأنه مُدهش في التمرير، ولكن النجاح المدهش هو تسجيل الأهداف، وهذا هو أصعب شيء بالنسبة لي، أعتقد أنه سيكون رقم 9 أو 10 أو 9 ونصف، لكنه لن يكون معي في مركزي 6 أو 8».لهذا أستبعد مثلاً تفضيل المدرب البرتغالي لروني على زلاتان وراشفورد ومارسيال، حتى بعد وصفه لروني بأفضل إنجليزي في العقد الأخير، وقوله في أول مؤتمراته الصحفية بعد توليه مسؤولية اليونايتد بأنه لا يُحبذ فكرة الاستعانة به كلاعب وسط لأن كل خطورته في الخط الأمامي.

روني عانى من تراجع حاد في حصيلته التهديفية، خلال الموسم سجل ثمانية أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهذا ذكرني ببداياته في أولد ترافورد حين سجل 12 هدفًا موسم 2004/2003.

وفي اليورو الماضي اكتفى بهدف يتيم في من ركلة جزاء أمام آيسلندا في ثمن النهائي، حيث لعب الأربع مباريات في مركز الوسط الإرتكاز جوار ديلي آللي وإيريك داير وهو ما قلص خطورة الوسط على مرمى الخصوم وسهل المأمورية على المدافعين في عملية غلق المساحات على سترلينج ولالانا وإحكام الرقابة على هاري كين الذي لم يسجل أي هدف بسبب تلك الاستراتيجية الخططية العجيبة من روي هودسون في توزيع لاعبي الوسط واهماله للاعبين أكثر اختصاصية مثل «جيمس ميلنر وروس باركلي» على الدكة.

وفي العموم، لدى روني سجل تهديفي غير متوازن منذ انضمامه لليونايتد، على النقيض من زلاتان إبراهيموفيتش القادر على تسجيل ما يفوق ال30 هدفًا موسميًا، وقد ترك باريس سان جيرمان هذا العام وفي جعتبه 38 هدفًا من 31 مباراة في الدوري الفرنسي، بالإضافة لثلاثة أهداف قارية في تشيلسي ومان سيتي.

ويبقى السويدي الرهان الأفضل لمورينيو في خط المقدمة من واين روني، وكذلك ماركوس راشفورد الذي سيلعب كبديل رئيسي لزلاتان، بالتالي فإن فكرة الاعتماد على روني في مركز المهاجم رقم 9 كما قال مورينيو تبدو مُنعدمة وأمله الوحيد يتلخص في اللعب كمهاجم تحت رأس الحربة أو كرقم 10، وهنا أيضًا تكون مشكلة بسبب مختاريان.

واللعب به في مركز الجناح يبدو مستحيلاً بسبب تراجع سرعته وضعف ارتداده وعدم قدرته على تأدية أدواره الدفاعية والهجومية، كما أن قدرته على تحمل الضغط انخفض ولديه خلل واضح في عملية استخلاص الكرة من الخصم دون ارتكاب أخطاء، بالتالي فمن الصعب كذلك وضعه في مركز لاعب الوسط المحوري بدلاً من هيريرا أو شنايدرلين أو ماتويدي أو بوجبا إذا انضم أحدهما.

مورينيو لديه نية كذلك في الاعتماد على اللاعب الفرنسي الشاب «أنتوني مارسيال» في تأدية أدوار مزدوجة ما بين الدفاع والهجومي كجناح أيسر كما كان يفعل مع إدين هازار في تشيلسي، وربما تزعج تلك الطريقة مارسيال لأنه يتمنى خلافة تييري هنري كمهاجم متحرك.

كل هذا ولم نتحدث بعد عن الأدوار التي يستطيع مختاريان تأديتها، فاللاعب القادم من دورتموند صنع الموسم الماضي أكثر من 15 هدفًا لفريقه، ولا يمكن للاعب بقيمته الجلوس على دكة البدلاء من أجل واين روني وبعد أن ساعد المدرب الجديد لدورتموند «توخل» على مُطاردة بايرن ميونخ على صدارة البوندزليجا حتى الثلاث جولات الأخيرة بتمريراته وأهدافه وبعد انضمامه لمانشستر يونايتد بأكثر من 28 مليون إسترليني كما حدث!.

في المباراة الأولى لمخيتريان مع مانشستر يونايتد أمام ويجان يوم أمس السبت، غطى العديد من المساحات والفراغات في الوسط وغطى على تقدم الظهيرين. كان صعبًا في البداية معرفة إذا ما كان يلعب محل مايكل كاريك أم آندير هيريرا أو خلف المهاجم الوحيد «جيمس ويلسون».

الآرميني يمكنه تنفيذ كل الأدوار الممكنة في خط المقدمة نظرًا لإجادته التامة للعب المباشر وللتسديد بعيد المدى ولتميزه في التمرير الأرضي والبيني خلف المدافعين مع إمكانية لعبه على كلا الطرفين بنفس الأريحية، هو بالنسبة لمانشستر يونايتد «روني جديد» لكن غير مضغوط إعلاميًا.

نعم، روني يتمتع بقيمة كبيرة في مانشستر يونايتد كما هو الحال في المنتخب الإنجليزي، وهو لاعب محبوب وله احترامه في غرفة خلع الملابس، ولديه قيمة تسويقية كبيرة، وهذا أمر غاية في الأهمية للإدارة العليا للنادي، ولكن على أرض الملعب تأثيره آخذ في التناقص والتراجع، ولا أعتقد أن مورينيو سيعتمد عليه ذلك الاعتماد الذي كنا نعهده أيام فيرجسون وفان خال على وجه التحديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *