رأفت الهجان “ساحر العرب” الذى غيبه الموت.. وداعاً محمود عبد العزيز

بنهاية الثاني عشر من نوفمبر 2016، فقدت مصر أحد كبار قامتها الفنية، وهو الفنان محمود عبد العزيز، الذي لم تخفت موهبته على مدار 42 عامًا من الإبداع الفني، قدم خلالها أروع وأهم الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية، التي اختتمها بمسلسل “رأس الغول” في رمضان الماضي، ليرحل بعد صراع شديد مع المرض، عن عمر ناهز الـ70 عامًا، تاركًا ورائه إرثًا فنيا ضخمًا، وقاعدة جماهيرية لن تنساه مهما طال الزمن.

ولد محمود عبد العزيز محمود في 4 يونيو من عام 1946، بحي الورديان في الإسكندرية، ودرس في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، ثم حصل على ماجيستير “تربية النحل”، إلا أن حبه للتمثيل اختطفه من مجال الدراسة، ليقتحم الدراما التليفزيونية لأول مرة من خلال دور في مسلسل “الدوامة”، عام 1973، مع المخرج الكبير نور الدمرداش.

كانت مشاركته السينمائية الأولى من خلال فيلم “الحفيد”، مع المخرج عاطف سالم، في عام 1974، بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين، على رأسهم عبد المنعم مدبولي، وكريمة مختار، ونور الشريف، وميرفت أمين واستطاع خلال الفيلم أن يثبت نفسه، وفي وقت وجيز، بدأت رحلته مع أدوار البطولة، ففي عام 1975م من قدم فيلم “حتى آخر العمر”، وفي  خلال 6 سنوات قام ببطولة 25 فيلمًا سينمائيًا، وتنوعت خلالها أدواره المرتبطة بالشباب والرومانسية والحب والمغامرات.

ومن أبرز المحطات السينمائية في تاريخه، فيلم “العار” عام 1982، وفيلم “إعدام ميت” في عام 1985، وكذلك فيلم “الكيف” بالعام ذاته، وتألق في دور الكفيف بفيلم “الكيت كات” مع المخرج داوود عبد السيد عام 1991، حتى أنه درس أنواع فقد البصر، ليتمكن من أداء الشخصية باحتراف، وظلت موهبته متوجهة حتى بعد تقدمه في العمر، حيث أبهر الجمهور في دور “عبد الملك زرزور”، بفيلم “إبراهيم الأبيض” عام 2006 مع الفنان أحمد السقا، وتحول إلى أيقونة لزعيم العصابات في السينما.

بينما كانت أبرز أعماله التلفزيونية التي أثرت كثيراً في الدراما المصرية والعربية هو مسلسل “رأفت الهجان” الذي قدمه في منتصف الثمانينات وجسد من خلاله شخصية العميل المخابراتي المزروع داخل إسرائيل، من ملف المخابرات المصرية.

تزوج الفنان الراحل لأول مرة من السيدة “جيجي زويد”، التي أنجب منها ثلاثة أبناء منهم ولدين يعملان بالتمثيل هما “كريم” و”محمد”، ثم تزوج من الإعلامية المصرية بوسي شلبي، والتي تواجد معاها مؤخرا في باريس خلال أحداث 13 نوفمبر التي ضربت العاصمة الفرنسية، وأكد أنه مر على المسرح والاستاد، اللذين شهدا الأعمال الإرهابية، قبل وقت قصير من وقوعها، قبل أن يتلقى تحذيرات من صديق له، ما دفعه للعودة إلى مصر في اليوم التالي وظل معها حتى وفاته.

ونال عبد العزيز خلال مشواره الفني عددًا من الجوائز، مثل جائزة أحسن ممثل من مهرجان دمشق السينمائي الدولي، ومهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم “الكيت كات”، كما حصل علي جائزة أحسن ممثل من مهرجان مسقط عن فيلم “الساحر”، والذي حاز بسببه على لقب “الساحر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *