تعرف علي السبب الرئيسي لتحريم شرب الخمور

من رحمة الله بالإنسان أن حرّم عليه كل ما يضر بعقله وبجسده وبماله وبعرضه أكد الله تعالى تحريم الخمر والميسر تأكيداً بليغاً إذ قرنهما بالأنصاب والإزلام وسماهما رجساً

أعلموا أن من رحمة الله تعالى بالإنسان أن حرّم عليه كل ما يضر بعقله وكل ما يضر بجسده وكل ما يضر بماله وكل ما يضر بعرضه، وقد حرّم الله سبحانه وتعالى الخمر بفنون أضرارها المتنوعة المتعددة التي تتناول العقل والجسد والمال والولد والعرض والشرف والأسرة والمجتمع فهي أم الخبائث وجماع الإثم ومفتاح الشرور والداعية إلى الفجور تقطع الصلات وتثير العداوة والبغضاء وتفضي إلى سفك الدماء واستباحة الحرمات عواقبها وخيمة وعقوبتها أليمه والقلوب المحبة لها سقيمة والبلية بها داهية عظيمة فكم سلبت من نعمة وكم جلبت من نقمة وكم خربت من دار وكم أذهبت من عقار وكم من عقل صحيح نقلته من حالة العدل والتفكير وحصن التدبير إلى حالة الجنون والخيال والفساد الكبير.

وقد كان العرب في جاهليتهم مولعين بشربها والمنادمة عليها فلما جاء الإسلام نجح في محاربتها والقضاء عليها حيث أخذهم بمنهج تربوي صحيح وتدرج معهم في تحريمها فأخبرهم أولاً بأن أثمها أكبر من نفعها ثم نهاهم عن الصلاة وهم سكارى ثم حرمها عليهم تحريماً قطعياً، ففي الآيتين أكد الله سبحانه وتعالى تحريم الخمر والميسر وهو القمار تأكيداً بليغاً إذ قرنهما بالأنصاب والإزلام وسماهما رجساً والرجس هو الخبث الذي تستقذره القلوب السليمة وهو لا يطلق بالقرآن إلا على ما اشتد خبثه وقبحه وجعلهما من عمل الشيطان وعمل الفحشاء والمنكر(يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ، إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، وأمرنا باجتنابهما وجعل هذا الاجتناب سبيل إلى الفلاح وبين من أضرارهما الاجتماعية تقطيع الصلاة وإيقاع العداوة والبغضاء والعداوة بسبب الخمر معروفه من قديم الزمان وحديثه لأن الإنسان إذا شرب الخمر وسكر هاذى وافترى وسب وضرب فتحصل بذلك العداوة والبغضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *