الأسرة الحاكمة في قطر

الأب يعود من جديد للانتقام من ابنه «أمير قطر».. و«ويكيليكس» تكشف مفاجأة عن الدول الداعمة لـ «حمد»

أثار ظهور الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، الحاكم السابق لدولة قطر ووالد أميرها الحالي تميم بن حمد، في الحياة العامة ضجة كبيرة في الأوساط السياسية الخليجية والعربية بشكل عام، فلم يكن ظهور حمد بن خليفة على الساحة السياسية مرة أخرى خلال الأيام القليلة الماضية، محض مصادفة أو أمرا عارضا، خاصة بعد فترة غياب طويلة عن المشهد بشكل كامل.

وكانت المفاجأة ظهور الأمير حمد في مناسبة ملفتة هي الأخرى، ألا وهو حفل تخرج ابنته «دانة» في كلية لندن الجامعية بقطر، بعد حصولها على شهادة الماجستير في إدارة المتاحف والمعارض، وذلك خلال حفل تخرج الدفعة الثالثة للكلية 2017، وهو الحفل الذي أقيم مساء الاثنين الماضي، في المدينة التعليمية، وفقا لما أكدته وكالة الأنباء القطرية الرسمية.

 

ظهور مفاجئ

يأتي ظهور والد «تميم» في حفل تخرج ابنته ليكون المرة الثانية لظهوره منذ خروجه من السلطة، بالتنازل عن منصبه لابنه من الشيخة موزة المسند، أو الإطاحة به من جانب زوجته «موزة» لصالح ابنها بحسب أنباء عديدة تتردد عربيا ودوليا منذ 2013.

وسبقت هذا الظهور زيارة للملكة العربية السعودية، التقى خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلى جانب أفراد قبيلة تميم بالمملكة، وهو الأمر الذي أثار عدة تساؤلات حول عودة الأمير الوالد للظهور مرة أخرى بعد فترة غياب طويلة، اختفى فيها عن الأحداث وابتعد عن كاميرات التليفزيون، إما برغبة وقرار شخصيين، أو بتوجيهات وحصار من الأمير الجديد، الشاب الصغير الذي ورث التمرد على سلطة الأب من الأمير حمد نفسه، الذي أطاح بوالده في انقلاب عنيف خلال تسعينيات القرن الماضي

 

توترا كبيرة في علاقات الأسرة الحاكمة

 

ووفقًا لما أكده العديد من المحللين السياسيين، فإن ظهور الأمير حمد بن خليفة لا يمكن أن يبدو بريئا وعفويا، خاصة مع تردد أنباء عديدة تشير إلى توتر علاقته بابنه تميم، الذي يجلس على مقعد الحكم في الإمارة منذ 4 سنوات تقريبا.

وفى هذا الإطار كشفت تقارير غربية، عن أن مسؤولا بارزا تدخل للوساطة بين الأمير تميم ووالده، بعدما تم الكشف عن مخطط الأمير السابق للإطاحة بابنه الصغير من سدة الحكم، بعدما عزله عن العمل العام وحدد إقامته بشكل كامل.

وأشارت التقارير إلى أن مصادر مقربة من دائرة الأمير الصغير، أشارت إلى تقرير سرى على مكتب «تميم»، حول مخطط الإطاحة به من حكم قطر، وهو الأمر الذي دفعه للقبول بالوساطة، ليسمح بعودة والده للعمل العام مرة أخرى، والظهور على الساحة السياسية بعد غياب طويل، وضمن المعلومات المتواترة عن كواليس الصراع في دائرة حكم الدويلة الخليجية الصغيرة، كشفت التقارير عن أن حمد بن خليفة عاش خلال هذه الفترة في العاصمة البريطانية لندن، في منفى اختياري، هاربا من تسلط ابنه وزوجته وحصارهما لتحركاته.

 

دول غربية للإطاحة بـ«تميم»


 

كانت تقارير سابقة صادرة عن «ويكيليكس» كشفت مفاجآت جديدة عن مخاوف من الانقلاب في دولة قطر، حيث أكدت أن مخاوف كبيرة تدور في ذهن الأمير «تميم»، حول مدى قدرة والده السابق الشيخ حمد بن خليفة على التخطيط للإطاحة به، والدفع بالشيخ عبد الله بن حمد أميرًا جديدا لقطر، وهو ما كشف عن حقيقة الصراع الذي يدور داخل الأسرة الحاكمة في قطر، بعدما تم الكشف عن أن الأمير حمد بن خليفة يمارس ضغوطا كبرة لدى دول غربية، لإقناعها بضرورة التخلي عن «تميم» وتنصيب شقيقه «عبد الله» أميرا لقطر.

وجاءت وساطة الصلح بين الأمير تميم ووالده، لتلقى بظلالها على حالة الجدل التي صاحبت اتخاذ إجراءات أمنية مشددة داخل العاصمة القطرية الدوحة، استمرت بشكل مكثف على مدى الشهرين الماضيين، وسط تردد معلومات عن الدفع بوحدات عسكرية تركية داخل الأراضي القطرية، لتأمين الشرعية الدستورية بداخل الدوحة.

 

 

جولات مكوكية لـ«تميم»

لم يمر سوى أسبوع واحد على زيارة الأمير السابق حمد بن خليفة للمملكة العربية السعودية، حتى بادر نجله «تميم» بزيارة المملكة، الاثنين الماضي، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وهو ما فتح الباب واسعا للحديث حول طبيعة الزيارات التي يقوم بها أفراد الأسرة الحاكمة في قطر خلال الفترة الأخيرة.

وفى سياق متصل، كشفت وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا»، عن زيارة للأمير تميم بن حمد، غدا الخميس، لجمهورية بولندا، يجرى خلالها مباحثات مع كل من الرئيس أندجى دودا، وبياتا سيدلو رئيسة الوزراء، وعدد من كبار المسؤولين البولنديين.

كما تشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات مختلفة بين البلدين، وهو ما يأتي في إطار تحركات تميم الواسعة خلال الفترة الأخيرة، لطرح نفسه كوجه حاضر ومؤثر في مسار الدويلة الخليجية الصغيرة، وإذا أضيفت الزيارة المرتقبة، إلى زيارة المملكة العربية السعودية قبل يومين، وجولته الأفريقية التي شملت عدة بلدان بالقارة السمراء خلال الشهر الماضي، فإن الأمير الصغير يعمل جاهدا ليترك انطباعا لدى الجميع بأنه كبير ويملأ كرسي الحكم، فيما يبدو أنه محاولة لقطع الطريق على أبيه، حمد بن خليفة، محترف الانقلابات والإطاحة بالأمراء في قطر، لاستبداله وإحلال شقيقه الأصغر فوق عرش الإمارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *