سجن النساء بالقناطر

أسرار من داخل سجن النساء.. 5 قصص مؤثرة لنزيلات إحداهن أسقطها ابنها في وحل الخطيئة

تختلف الحياة داخل السجن كثيرًا عن الحياة الطبيعية، فبمجرد أن تطأ قدم السجين أو السجينة أرض السجن، أصبح معزولًا عن العالم الخارجي بالكامل.

الأمر لا يختلف كثيرًا في سجن النساء بالقناطر، تشعر وكأنك انفصلت عن العالم الخارجي، المكان مترامى الأطراف، يدفعك لأن تسأل نفسك: ماذا يكون هذا العالم؟، هل الموجودات فيه اخترن بمحض إرادتهن أن يقيدن حريتهن داخل أسواره؟، هل كل الموجودات هنا مجرمات ويستحققن العقاب؟، أليس من الوارد أن بعضهن قد جاء إلى هذا المكان، كما جاء إلى هذه الحياة مجبرًا وليس باختياره؟

تستكمل خطواتك إلى الداخل، على البوابات تجد مجموعة من الحارسات تستوقفك، تقوم بتفتيشك «بكل ضمير»، وعندما تجردك من كل ما هو «ممنوع»، تسمح لك بالمرور.

على اليمين ترى حديقة كبيرة، مكتوبًا عليها «دار الرعاية»، يتجول بها بعض السجينات، بعضهن يحمل أطفالًا رضعًا، حسب قانون السجون يتم فصل الأطفال عن الأمهات بعد بلوغهم العامين، لا ينبغي للطفل أن يبقى في هذا المكان أكثر من ذلك، سيتحرر من هذه الجدران، كما حررته أمه بقطع حبله السري.

 

نادية مقطوعة من شجرة وزوجها تاجر المخدرات

أمسكت الطفلة علياء، 8 أشهر، بيد أمها السجينة التي أجلستها على أرجوحتها، كلما سألتها في البداية لا تجيبك إلا بعبارة واحدة، «أنا هخرج في شهر 11 الجاى».

ألححنا على نادية، وعندما اطمأنت نحونا قالت: «أنا من ضيع عمره، أعطيت أذني للشيطان، وطاوعت صديقة عمري ببيع البانجو والحشيش».

تنظر شاردة، تتذكر يومًا لن تنساه، اليوم الذي كان أول خطوة في رحلتها إلى هذا المكان، تقول «ذات يوم لعب الشيطان برأس صديقتي، رسمت خطتها، طلبت أن تزوجني شقيقها العاطل، وافقت، لم يكن لي غيرها، ليس لي أهل، أنا وحيدة، مقطوعة من شجرة، والدتي توفيت، ووالدي لم أره منذ أن ولدت، وافقت، وتزوجت من سعيد، لم أكن أعرف أنه تاجر المخدرات، أجبرني على العمل معه، رفضت، لكنى اكتشفت حملي في شهره الثالث، أين أذهب بهذا الضيف الثقيل الذي سيحل بعد 6 أشهر؟».

تستكمل نادية: «خضعت له، وأصبحت مثله، أبيع الحشيش والبانجو، إلى أن ألُقِىَ القبض علىّ، وحكم ضدي بالحبس 3 سنوات، ووضعت علياء داخل السجن».

 

 

سارة بعدما دمَّرها زوجها: «هاخد بنتى بعيد ونعيش لوحدنا»

في ركن آخر من سجن القناطر، كانت هناك حكاية أخرى، بجانب الحديقة مكان مخصص كورشة لصناعة المشغولات اليدوية والمفارش التي تتدرب عليها السجينات، لتخرج من تحت أيديهن تحفًا فنية رائعة، أغلبهن في سن الشباب، ما بين تسعة عشر عامًا والأربعين.

وبدأت سارة، فتاة ريانة بماء الحياة، 19 سنة، تحكى قصتها بكل شموخ!!، قالت إنها جاءت لتقضى أجمل سنوات عمرها خلف أسوار سجن النساء، لاتهامها في جريمة قتل، سألناها من قتلتِ؟ أجابت لم أقتل أحدًا!.

القضية تزداد تعقيدًا، سارة لم تقتل أحدًا كما تقول، «مش أنا، إنه زوجي، كان لا يعرف إلا المخدرات التي غيبت عقله، ودفعته لأن يقتل طفلًا بريئًا عمره 5 سنوات، ومن أجل أن يضمن عدم طلبي الطلاق منه، قال إنني شريكته في الجريمة، حُكم علىّ بالحبس 7 سنوات، بتهمة التستر عليه، أما هو فقد نفذ فيه حكم الإعدام منذ أيام».

تستطرد سارة بنظرة واثقة «أنا غير حزينة عليه، لأنه ظلمني عندما جعلني أترك ابنتي وهي لم تتخط سن ستة أشهر، حرمني منها، قضيت أربع سنوات هنا، وباق لي ثلاث، سأخرج للدنيا وأنسى كل شيء، سآخذ ابنتي بعيدًا، سأعيش أنا وهي فقط، سأعود إلى عملي، كنت أعمل بالمشتل الزراعي بالمنوفية.

 

«ماما بطة» سيدة الأعمال المتعثرة

حصلت «ماما بطة»، كما يلقبها السجينات، على جائزة السجينة المثالية لهذا العام، كرمها مساعد الوزير لقطاع السجون، اللواء محمد الخليصى.

امرأة ذات ملامح بريئة، السجينات يؤكدن «دي مش وش إجرام»، دخلت السجن لأنها سيدة أعمال كان لديها مصنع كبير، لكنها تعثرت في سداد مديونياتها.

 

قلب الأم دفع سعاد لتهريب «البرشام» لابنها

وقفت سعاد، 52 سنة، تضع العجين داخل الفرن، تشعر بالندم، لأن شريطًا من الحبوب المخدرة دسته في طيات ملابسها أثناء زيارتها لابنها السجين، كان سببًا في أن تقبع في هذا المكان ثلاث سنوات، رفضت الحديث، اكتفت بقولها «بعيدة أنا الآن عن أبنائي، سأخرج لهم قريبًا».

 

سلوى وإيصالات الأمانة

إذا ذهبت يمينًا قليلًا تجد مستشفى صغيرًا، بداخله حجرات للكشف على المسجونات، وبه أطباء وطبيبات أطفال، بجوارهم صيدلية تضم كل أنواع الأدوية، وألبان الأطفال، قد يوجد بهذه الصيدلية ما يتعذر أن تجده في صيدليات الخارج. بالطابق العلوي للمستشفى يوجد معمل للأشعة والتحاليل، وأجهزة للغسيل الكلوي ذات جودة عالمية، هناك رعاية طبية مشهود لها بالكفاءة. ويضم سجن النساء ملاعب، تمارس فيها النزيلات هوايتهن من الألعاب الرياضية، كما توجد مكتبة تضم أمهات الكتب، يطالعن فيها السجينات الحريصات على تثقيف عقولهن، ويوجد كذلك فصل محو أمية، تطوعت من بينهن أكثرهن تعليمًا للتدريس للسجينات، هنا وقعت عدسة «الدستور» على سلوى سعد، 53 سنة، حكم عليها بالحبس 3 سنوات في قضية تبديد إيصال أمانة، تمسك بقلم وكراس، تكتب حروفًا هجائية، وأرقامًا.

تقول: «حكم علىّ بالسجن في قضية إيصالات أمانة، كتبتها على نفسي، كنت أريد أن أسعد ابنتي وزوجها، لم يقم زوج ابنتي بتسديد ثمن البضاعة، حاولت أسدد بعضه، قمت ببيع كل شيء، حتى ملابسي، عجزت عن استكمال باقي الإيصالات، جئت إلى هنا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *