خيانة زوجية

إحداهن لُقبت بـ «ملكة الصور» وأُخرى أحضرت عشيقها للبيت.. سيدات رفعن شعار «زوج واحد لا يكفي»

تمتلئ ساحات المحاكم كل يوم بمئات القضايا الخاصة بمحكمة الأسرة خُلع، تطليق، أو حتى خيانة زوجية ، ولكن من بين مئات القضايا تبرز بعضها غريبة أو صادمة.

ونستعرض في التقرير التالي أغرب قضايا محكمة الأسرة، فبالرغم من طبيعة الرجال الباحثة عن التغيير والتجديد دائما، ورغبتهم في الهروب من المسئوليات والروتين، وتجريب نوعيات مختلفة من النساء وغرائزهم التي تتحكم فيهم بشكل كبير، جعلت الكثير منهم لا يكتفون بإمراه واحدة.

وبالرغم من كل ذلك، فإن لكل قاعدة شواذ فهناك زوجات لا تكتفى بزوجها واحد وتقيم علاقات محرمة مع شخص أو أكثر من شخص في آن واحد، ومنهن من تجمع بين رجلين أحدهما بعقد رسمي والأخر عرفيا والصدفة وحدها هي من توقع بها، وسجلات محاكم الأسرة مليئة بحكايات لزوجات رفعن شعار «زوجي وحده في حياتي لا يكفي»، وخلال العام الماضي والحالي سجلت 3400 قضية اتهم فيها الأزواج زوجاتهم بالخيانة.

 

عقد عرفي

داخل إحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بزنانيري، جلس «إ. ع» الزوج في حالة مرتبكة كهيئته، يتصفح وجوه الجالسين من خلف عدسات نظارته الشمسية، محدثا نفسه: «كل وجه من هؤلاء يخفى وراءه حكاية، لكن يا ترى من فيهم حكايته تضاهى قصتي في البؤس، من خدعته زوجته 8 سنوات».

ولم يخرج الزوج من دوامة التفكير والتساؤلات سوى صوت الحاجب الثلاثيني يبشره بقرب المثول أمام القاضي ليلقى على مسامعه الحكم في دعوى التطليق لعلة الزنا التي أقامها ضد زوجته للمرة الثانية بعد اكتشافه وجود عقد عرفي محرر بينها وبين شخص أخر بحسب ما ورد في دعواه.

يقول الزوج في بداية روايته: «الصدفة وحدها هي من جعلتني أدرك كم كنت زوجا ساذجا، وعشت مخدوعا طوال 8 سنوات مع امرأة أحاطت بها خطيئتها، وتملك الشيطان من قلبها وعقلها فزين لها سوء عملها، وجعلها تستسلم لشهواتها ورغباتها الجامحة».

ويضيف الزوج: «فوجئت ذات يوم بصور لزوجتي وهي مع أحد الأشخاص في أوضاع مخلة، وللحظة أخذت استرجع شريط حياتي معها، وإهمالها لي، وافتعالها المشكلات في الفترة الأخيرة، وغيابها عن البيت لفترات طويلة، وتركها له بسبب وبدون سبب، وحججها التي لا تنتهي للهروب من لقاءاتنا، وتحدثها في الهاتف بالساعات في أوقات متأخرة من الليل».

يصمت الزوج للحظات ثم يكمل بصوت مرتعش سرد روايته: «بدأت بعد تلك الواقعة أجمع خيوط خيانة زوجتي، وفوجئت بوجود عقد محرر بينها وبين عشقيها رغم أنها لاتزال في عصمتي، وكأنها كانت تريد أن تحلل علاقتها المحرمة بهذا العقد العرفي، اعترف وقتها هاجمتني فكرة الثأر لكرامتي وشرفي لكنى تراجعت في أخر لحظة، فمثلها لا تستحق أن أقضي بسببها ولو يوما واحدا في السجن».

ويعود الزوج برأسه للخلف ويسحب الهواء حتى يمتلئ صدره وهو ينهى روايته: «فلجأت إلى محكمة الأسرة بزنانيري، وأقمت ضدها دعوى تطليق لعلة الزنا حملت رقم 743 سنة 2015 وفقا للمادة 50 من لائحة الأحوال الشخصية للأقباط الأرثودوكس والتي تنص على «أنه يجوز لكل من الزوجين أن يطلب التطليق بسبب زنا الزوج الأخر، وأرفقت بها صورة ضوئية من عقد الزواج الكنسي للطوائف متحدي الملة والطائفة، وعقد زواجها العرفي من هذا الشخص وصور فوتوغرافية لهما، وشهادة بتحركاتها».

 

عشيق زوجتي

يرتب «ف. ص» الزوج الخمسيني أوراقه بعناية في حافظة مستندات باهتة اللون، وبإحكام يقبض براحتيه عليها وكأنه يخشى أن تتركه هي الأخرى كما فعلت زوجته منذ سنوات بعيدة بعد خسارته لأمواله وإعلانه لإفلاسه وسجنه.

وذلك قبل أن ينطلق مسرعا بجسده الهزيل المتواري خلف ملابس متواضعة إلى محكمة الأسرة بزنانيري، ليبدأ إجراءات دعوى التطليق، وبعد معافرة مع الزحام، يستقر المهندس الخمسيني أمام موظف شاب قابع خلف مكتب خشبي مبعثر عليه أقلام ودفاتر وأوراق بالية، ويأخذ في ملء الخانات الفارغة بطلب التسوية.

وبصوت يبدو متماسكا يقول الزوج الخمسيني: «بعد مرور ما يقرب من 9 سنوات على زواجنا، ضرب الكساد أعمالي، وأعلنت إفلاسي بعد أن كانت خزائني متخمة بالأموال، وبت مطاردا من الدائنين».

وـضاف: «انتهى بي المطاف بعد عجزي عن سداد ديوني في زنزانة عفنة قضيت 3 أعوام كاملة بين جدرانها بتهمة تحرير شيك بدون رصيد، وبدلا من أن تساندني زوجتي وتقف إلى جواري في محنتي، وتحاول أن تخرجني من غيابات هذا السجن اللعين، أو حتى تنتظرني كأي زوجة مخلصة عاهدت زوجها على البقاء معه في السراء والضراء، سعت للخلاص منى وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة».

يتحايل الزوج الخمسيني على حزنه بابتسامات باهتة وكلمات لا تخلو من السخرية من حاله: «رغم أنني لم أكن أدخر جهدا كي أرى نظرة السعادة في عينيها، وضحيت بصحتي وراحتي لتنعم هي برغد الحياة، وكنت أحبس تعبى من عناء العمل ليلا ونهارا بين ضلوعي حتى لا تشعر».

واستطرد: «عندما فشلت في الانفصال عنى بسبب نص «لا طلاق إلا لعلة الزنا»، أخذت تقذفني بما ليس في، وتمثل دور الزوجة المظلومة كي تحلل تخليها عنى، وبعد خروجي من محبسي اكتشفت أنها على علاقة بأحد الأشخاص، وبحوزتي كافة الأدلة ولدى شهود على خيانتها لي، وكان من الممكن أن أفعل بها مثلما فعلت معي وأشهر بها وأحرك ضدها دعوى زنا».

واستطرد: «وقتها كنت سأحصل على حكم التطليق بسهولة، لكن حفاظا على سمعة أولادي الذين لا ذنب لهم سوى أنني أساءت اختيار والدتهم، اخترت أن أغير ملتي كي أخلص منها، فما أصعب من أن يرتبط مصيرك بامرأة تخلت عنك بمجرد أن فرغت محفظتك، وتركت أولادها لمدة 10 سنوات كاملة دون أن تفكر أن تسأل عليهم حتى ولو بمكالمة هاتفية».

 

الحرمان

يتعالى صراخ الأطفال وأصوات المتنازعين، داخل قاعة الجلسات بمحكمة الجيزة لشئون الأسرة، الزحام يتضاعف والحاجب العجوز عاجزا عن إعادة الهدوء إلى المكان، على مقربة من باب القاعة المتهالك وقف الزوج الشاب.

يتصفح بعين قلقة أوراق دعوى الطلاق لعلة الزنا التي أقامها ضد زوجته بعد اكتشافه خيانتها له على فراش الزوجية بحسب روايته، منتظرا الأذن له بالمثول أمام القاضي ليسرد له تفاصيل معاناته، كان يرتدى ملابس متواضعة وتطل من ملامح وجهه الشاحب علامات الارتباك.

يقول الزوج في مستهل حديثه: «لا زالت تفاصيل الليلة التي اكتشفت فيها خيانة زوجتي بعد ما يقرب من عام من زواجنا التقليدي عالقة بذهني، وكأنها حدثت بالأمس، يومها كنت عائدا من عملي منهكا، ولا أفكر سوى باللحظة التي أغرق فيها في سبات عميق، أنهى المفتاح دورته الأولى، حتى سمعت صوت تأوهات وضحكات خليعة تنبعث من غرفة نومى، تحركت بخطى ثابتة نحو باب الغرفة المغلق، وفتحته بهدوء لتقع عيني على زوجتي وعشيقها، وهو يعتصر جسدها على فراشي، وهى مستسلمة لعبثه بجسمها كالميت بين يدى مغسله، فجن جنوني وانقضضت علي غريمي، لكنه تمكن من الإفلات منى، وفر هاربا تاركا عشيقته تنتفض أمامي من الخوف وتذرف الدموع كي أسامحها ».

تتثاقل الكلمات على لسان الزوج وهو يكمل حديثه: «فكرت أن أقبض روحها انتقاما لشرفي وكرامتي لكنى تراجعت في أخر لحظة، فمثلها الموت لها راحة، ثم انتزعت منها اعتراف بخط يدها بارتكابها فعل الزنا».

وتابع: «حصلت على صورها ومحادثاتها الفاضحة مع عشيقها وكان يقول عنها أنها ملكة الصور، التي كانت تحتفظ بها على هاتفها الخاص، ثم هرعت إلى محكمة الأسرة وأقمت ضدها دعوى طلاق لعلة الزنا، وأرفقت بها نسخة من تلك الصور والمحادثات واعترافها بالخيانة وصورة من عقد زواجنا الكنسي لطائفة الأقباط الأرثوذوكس».

وتقاطع الزوجة الشابة زوجها محاولة الدفاع عن نفسها وبصوت منكسر تقول: «منذ اليوم الأول لزواجنا وأنا أشعر بالبرود يملأ لمساته وتصرفاته وكلماته، وكنت أقول لنفسي أنه مع مرور الوقت سيتبدل الحال، فنحن لم نمنح لأنفسنا فرصة كافية للتقارب قبل الزواج، لكن للأسف كانت رقعة الجفاء والإهمال تتسع، والشعور بالوحدة يحاصرني، ولأنني لا يمكنني الانفصال عن زوجي إلا لعلة الزنا طبقا لتعاليم ديانتي، آثرت الصمت وغرقت في دوامات حزني بعدما فشلت كل محاولاتي لجذب اهتمامه، حتى ظهر هذا الشخص في حياتي وأعاد لي الشعور بأنني امرأة مرغوبة».

وتكمل الزوجة روايتها: «كانت بداية لقائنا في إحدى المناسبات، وتجاذبنا سويا أطراف الحديث، بدا لي رقيقا، وتعددت أحاديثنا وشكوت له حاله وجفاء زوجي وعدم اهتمامه بي، فبدأ يلعب على أوتار وحدتي وطوقي لسماع كلمة حب، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا غارقة في أحضانه، وبت أستقبله في بيتي أثناء غياب زوجي حتى افتضح أمرنا، ولكنى لست لوحدي المذنبة، فهو من دفعني إلى خيانته، فأنا بشر ولى احتياجات ورغبات ومن حقي أنا أشبعها».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *