لم تمضي ليلة الأحد الموافق الخامس من نوفمبر من العام 2017 هادئة كمثلها من الليالي داخل المملكة العربية السعودية، حيث وصف مستشار بالديوان الملكي السعودي، تركي آل الشيخ، تلك الليلة قائلًا: «إن ليلة الأحد لن ينجو فيها أحد».
الزلزال السعودي لم يحرك المياه الراكدة في المملكة فقد، بل انتقل صداه إلى المنطقة العربية، فكان وقع إعلان القبض على عدد من الأمراء والمسؤولين السعوديين مفاجئًا للجميع.
ووفقًا للمحللين وكبار الساسة وخبراء العلوم السياسية، يشهد الواقع السعودي في الوقت الراهن حالة ضبابية لم يشهد لها مثيل، فعلى مدار السبعة وثمانون عامًا هي عمر الدولة السعودية لم تشهد تلك الانتفاضة على الفساد.
ولكن السؤال الأبرز هنا، ما هي الخطوة التالية للسعودية؟ وكيف ستنتهي هذه المرحلة وإلى أي طريق ستأخذ المملكة؟، وهذا ما سنستعرضه في التقرير التالي، حيث نسلط الضوء على السيناريوهات الأبرز لمستقبل السعودية بعد هذه الأزمة:
الضرب بيد من حديد
#الملك_يحارب_الفساد
لا مكان للفساد والمفسدين في وطن العز
بقيادة سيدي #ملك_الحزم
وسيدي #محمد_العزم حفظهما الله
???? pic.twitter.com/2rFJNOV8Qe— تركي آل الشيخ (@Turki_alalshikh) November 4, 2017
يُعد السيناريو الأبرز حاليًا، ألا وهو استخدام سياسة الضرب بيد من حديد على أيادي المفسدين والمتهمين في قضايا الفساد، وهذا ما أكده عدد كبير من المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة ورئيس لجنة مكافحة الفساد.
وقال «بن سلمان» في لقاء تلفزيوني إن أي شخص متورط في قضية فساد، لن ينجو من المحاسبة، «حتى لو كان هذا الشخص وزيرا أو أميرا، أو أيا من كان».
شاهد أيضا.. مفاجأة.. القبض على مالك قنوات art وأولاده الثلاثة لهذا السبب
وقال ولي العهد في المقطع الذي تداوله عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي: «لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد.. سواء كان أمير أو وزير، وأيا من كان”، مؤكدا على أن “أي شخص تثبت عليه الأدلة (بالإدانة) سوف يحاسب».
ووفقًا لما ذكرته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية فإن محاكمة المتهمين بالفساد سيعزز من الثقة الشعبية في القيادة السعودية على المستوى المحلي والعالمي على حد سواء.
للتعرف على تفاصيل الزلزال السياسي بالسعودية .. من هنا
تصالح مع الدولة
سيناريو آخر قد يبرز في الأيام القادمة، فمن الممكن أن يُصدر الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين قرارًا بالعفو عن أمراء والمسؤولين المتهمين في قضايا الفساد بشرط أن يتم التصالح ورد الأموال التي اكتسبوها بطرق غير شرعية للمملكة.
وبالرغم من أن قانون العفو عن السجناء في السعودية لا يشمل جرائم غسل الأموال، إلا أنه من الممكن أن يتم وضع اعتبارات لتلك القضية لتصدرها الرأي العام في المنطقة كلها وليس الرأي العام المحلي في المملكة.
شاهد أيضا.. الكواليس الكاملة للقبض على الوليد ابن طلال .. وهذا سبب اعتقاله
وقال الكاتب الصحفي الأمريكي جون ديفتريوس محرر «سي إن إن» للأسواق النامية الذي يقوم بتغطية أخبار السعودية منذ عام 1990: «من الممكن أن يتم الإعلان في وقت قريب عن عفو ملكي عن الأمراء والمسؤولين ولكن تلك الخطوة ستكون بشروط عدة».
وتأكيدًا على هذا السيناريو، نقلت صحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية عن مصدر سعودي رفيع المستوى أنه لم يتم الإعلان أو الإشارة إلى أسماء الأمراء أو بعضهم على الأقل، وذلك بسبب إمكانية التوصل لاتفاق للعفو عنهم مقابل إعادتهم للأموال المنهوبة، مشيرًا إلى أن هذا هو السبب الأقرب لعدم الإعلان.
تنازل عن العرش
نقلت وكالة «رويترز» الأمريكية عن مصادر وصفتها بأنها «مصادر من داخل القصر الملكي» عن الفترة القادمة ستشهد تحولات جذرية في سياسية المملكة، ولعل أبرز تلك التحولات هي تنازل الملك سلمان بن عبد العزيز لصالح نجله الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية.
وقالت المصادر إن الملك سلمان بن عبد العزيز سجل في وقت سابق بيانا يعلن فيه التنازل عن العرش لابنه الأمير محمد بن سلمان، وقد يذاع هذا الإعلان في أي وقت.
للتعرف على تفاصيل الزلزال السياسي بالسعودية .. من هنا
سياسة الرجل الواحد
أرجع محللون التغيرات الجذرية في السياسة السعودية إلى الأمير محمد بن سلمان، مشيرين إلى أن تلك التحركات قد ينتج عنها ما يُسمى الرجل الواحد، ذلك الأمر الذي يتنافى مع السياسة الحالية التي تسير بها المملكة العربية السعودية.
ومن جانبه قال باتريك كوكبيرن الصحفي الأمريكي المتخصص في شؤون الدفاع، في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إن التحركات التي انتهجتها المملكة قد تمنح كل السلطة للأمير الشاب محمد بن سلمان.
شاهد أيضًا.. ما لا تعرفه عن محمد بن سلمان.. أسرار وإنجازات و10 مناصب تولاها في 5 أعوام
وأضاف «كوكبيرن» أن الأمير الشاب يُريد أن يُحدث ثورة جديدة في نظام الحكم في المملكة، ولكن هل ينجح في ذلك الأمر؟ وهل بعد إبعاد بعض الأمراء أصبح الأمر أسهل من ذي قبل؟
سعودية جديدة
تطرق المحلل السياسي الروسي ألكسي مالاشينكو إلى نتائج تعيين الأمير محمد بن سلمان ملكًا على السعودية خلفًا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز، الحاكم الحالي للمملكة.
وأكد «مالاشينكو» في تصريحات لصحيفة «فزغلياد»، الروسية أن السعوديين بدأوا بالفعل برنامجا جديدا لا يعتمد على النفط، الذي سينفذ عاجلا أو آجلا، بل يستخدمون المال للتحديث، وفي غضون 15 عاما ستكون هناك مملكة عربية سعودية جديدة.
شاهد أيضًا.. 3 سيناريوهات وراء اعتقال أمراء السعودية.. أحدهم ينتهي بإعدام الوليد ابن طلال
واستطرد «مالاشينكو» أن السعودية على شفا تغييرات جذرية، وستعتمد على نسخة من «الإسلام المعتدل» وذلك وفقًا لإعلان ولي العهد خلال منتدى المستثمرين الأجانب.
وقال محمد بن سلمان في تصريحاته إن السعودية ترغب في العودة إلى حيث كانت وإلى الإسلام المعتدل وأن تكون منفتحة على العالم الخارجي، ومنفتحة على كل الديانات، مشيرا إلى أن نحو 70% من سكان السعودية تقل أعمارهم عن 30 سنة، ولا تريد الدولة أن تخسر 30 عاما أخرى بسبب أفكار «الإسلام الراديكالي» والتطرف.
للتعرف على تفاصيل الزلزال السياسي بالسعودية .. من هنا