تنظر محاكم الأسرة كل يوم عشرات القضايا، ومن بين تلك القضايا هناك بعضها يستحق التوقف أمامها، وفي واحدة من طرائف ونوادر قضايا محكمة الأسرة، أقامت سيدة دعوى أمام محكمة أسرة المطرية بسبب «حلاقة شعر».
ووفقًا لما جاء في عريضة الدعوى، طالبت السيدة خلالها طليقها بدفع بدل حلاقة لطفلها الصغير، وحددت المحكمة جلسة الخامس من ديسمبر المقبل، أمام الدائرة 9، لنظر القضية وإلزامه بالمصروفات ومقابل أتعاب المحاماة، وشمول الحكم بالنفاذ المعجل وبلا كفالة.
قالت الدعوى التي أقامها عبد الحميد يونس، المحامي، وكيلاً عن السيدة، إن موكلته كانت زوجة المعلن إليه بصحيح العقد الشرعي المؤرخ في 20 من ديسمبر 2007، ودخل بها وعاشرها معاشرة الأزواج، وأنجب منها على فراش الزوجية الصحيحة، بنتان وولد، ونظراً لوجود خلافات زوجية لم يشاء الله أن تستمر الحياة الزوجية بينهما فطُلقت الزوجة بتاريخ 18 من أبريل 2016.
وأضافت الدعوى أن طليق موكلته وسع الله في ماله ورغم ذلك كف يديه عن أبنائه ممتنعاً عن الإنفاق عليهم مما تستلزمه الحياة ولم يرعى شرع الله فيهم، فتم التقدم لمكتب تسوية النزاعات الأسرية، بالطلب رقم 3905 لسنة 2017 تسوية المطرية، وكان محدد لنظر تسوية النزاع جلسة 14 من نوفمبر 2017، ولم يتم حل النزاع بطريق ودية.
وتابعت أوراق القضية موضحة أن المشرع توسع في فرض النفقة فيما تشمله من الغذاء والكساء والسكن ومصاريف العلاج تم أضاف عبارة «وغير ذلك مما في الشرع»، وهو المعنى المستفاد أيضاً من عبارة «بما يكيل للأولاد العيش في المستوى اللائق بأمثالهم الواردة في المادة 18 مقرراً في شأن نفقة الأبناء، ومفاد ذلك أن النفقة بمعناها العام تشمل كل ما هو ضروري لتكوين الشخص وإعداده للحياة كي يشب على الفطرة السليمة سواء كان ذلك دينياً أو دنيوياً.
ولفتت الدعوى إلى أن مقتضيات إعداد الطفل للحياة في باكورة حياته أن مظهر شعر رأسه في مظهر لائق ويعتني به العناية الكاملة حتى لا يكون سبب في إلحاق الضرر بنفسية الصغير، وما هو معلوم بالضرورة واستقر عليه العرف وجرت به العادات أن يحلق الطفل «مروان. م. أ» رأسه في كل شهر على أقصى تقدير وعلى الرغم من مطالبته مراراً وتكراراً بإعطاء صغيره مال ليحلق شعر رأسه إلا أنه رفض دون سند أو مبرر شرعي، رغم أنه ميسور الحال ويمتلك محل قطع غيار سيارات وإجمالي دخله منه 16 ألف جنيه.
ونوهت الدعوى إلى أن طليق السيدة يمتلك أكثر من محل تمليك وورشة صيانة إطارات تمليك ويتراوح دخله من المحلات وفقاً للتحريات حوالي 20 ألف جنيه، ما اضطر السيدة إلى إقامة تلك الدعوى للقضاء لها بفرض بدل حلاقة شعر الصغير «مروان. م. أ».