طلعت السادات

طلعت السادات «رئيس وزراء مصر الراحل».. سر علاقته بالمشير طنطاوي والرئيس السيسي

 

يوافق اليوم الاثنين 20 نوفمبر الذكرى السادسة على رحيل السياسي البارز طلعت طلعت السادات، أحد قادة حزب الأحرار ومؤسس ورئيس حزب مصر القومي، وأشهر نواب البرلمان المثيرين للجدل في الواقع السياسي في العقد الأخير من حكم الرئيس السابق حسني مبارك.

توفي السياسي الراحل طلعت السادات، صباح الأحد 20 نوفمبر من العام 2011 بمستشفى البنك الأهلي في ضاحية القطامية عن عمر يناهز 64 عاما إثر إصابته بأزمة قلبية، بعد مشاركته في ندوة انتخابية لدعم مرشحي الحزب الذي أسسه بعد سقوط نظام مبارك في ضاحية الخليفة – والذي كان تزامنًا مع أحداث محمد محمود –، وكان السادات يعاني أمراضا مزمنة سابقة منها القلب وضغط الدم والسكري.

64 عامًا قضاها في المعترك السياسي حتى وصفه البعض بلقب «أشرس معارضي مبارك»، إلا أنه يتمتع بروح دعابة تجبر خصومه على الاستماع إليه، وبالرغم من شهرته إلا ان هناك جوانب لا يعرفها الكثيرون عنه.

 

من هو طلعت السادات

ينتمي طلعت السادات لأكثر العائلات عراقة في العمل السياسي، فقد وُلد يوم السادس والعشرون من فبراير 1954، والده عصمت السادات، وعمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

 

درس طلعت السادات في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتزوج من ابنة خالته غادة مختار «غادة السادات»، والتي شاركته رحلة الكفاح السياسي، والتي تولت أمانة المرأة بحزب مصر القومي بعد تأسيس الحزب.

رُزق طلعت السادات بولد وبنت، وهما كريم ومريم.

 

معارك سياسية

نشأ طلعت السادات على العمل السياسي منذ نعومة أظافره، حيث شب بالقرب من بيت الرئيس الراحل محمد أنور السادات وعاصر التحولات السياسية الكبرى التي شهدتها البلاد، بما فيها مولد الحزب الوطني الديمقراطي في مطلع ثمانينات القرن الماضي برئاسة عمه الرئيس السادات، قبل أن يتحول طلعت لصفوف المعارضة مع تولي مبارك رئاسة الحزب نفسه الذي ظل يحكم مصر حتى تم حله.

 

معارك قضائية

كان عمل طلعت السادات كمحامي فوق العادة، فكان له نشاط ظاهر في التوازنات داخل نقابة المحامين التي تعد من معاقل الحريات في مصر.

ومن أشهر القضايا التي ترافع فيها قضية مذبحة بني مزار بمحافظة المنيا قبل نحو سبع سنوات، والتي راح ضحيتها عشرة أشخاص تم ذبحهم والتمثيل بجثثهم وأعضائهم التناسلية ليلا وقد حكم فيها ببراءة المتهم، بعد أن ظن الرأي العام، وفقا للأدلة التي قدمتها الشرطة، أن المتهم سيُدان ويحكم عليه بالإعدام.

 

حذاء السادات وأحمد عز

من أشهر المواقف للراحل طلعت السادات، كانت «موقعة الحذاء»، حيث قام النائب المستقل طلعت السادات برفع «حذائه» على رجل الأعمال أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة بالمجلس، بعد أن اتهم السادات أحمد عز بالتربح من أراضي الدولة والتلاعب في البورصة.

وقال السادات موجها حديثه إلي الدكتور فتحي سرور – رئيس مجلس الشعب آنذاك –: حينما أفتيت يا ريس بعدم دستورية تعامل السادة النواب مع وزارة الإسكان أو أن يشتروا منها أرضا مملوكة للدولة، فما رأيك أن السيد الزميل العضو أحمد عز حصل على ١٥ ألف فدان من أراضي خليج السويس بسعر خمسة جنيهات للمتر، وعرضها للبيع على المستثمرين الصينيين بسعر ١٠٠٠ جنيه للمتر، فهل هذا دستوري، الأمر الذي أثار غضب أحمد عز.

 

السادات والإخوان

كان طلعت السادات من أشرس معارضي الإخوان، ففي حوار له بجريدة روز اليوسف، قال بعد الثورة أصبحت الأرض ممهدة لسيطرة «الإخوان» على السلطة، وقد ظهر ذلك جلياً بلقاء القاهرة بين الرئيس التركي عبد الله غول ومرشد الإخوان محمد بديع، اضافة الى نتائج الاستفتاء»، مشددا على ان الحزب الوطني الذي كان يحكم مصر وتم حله هو فقط ما كان مؤهلاً لمواجهة «الإخوان».

وأضاف: «الإخوان ما ينفعوش يمسكو البلد إحنا مش إيران، وكمان ولا واحد فيهم ينفع رئيس جمهورية».

 

رئاسة الحزب الوطني

 

بعد نجاح ثورة الـ 25 من يناير أقنع عدد كبير من قيادات الحزب الوطني طلعت السادات بالترشح لرئاسة الحزب الوطني الديمقراطي وذلك لتوحيد الصفوف أمام الإخوان الذين بدأوا في السيطرة على الموقف، وفي يوم 11 من شهر إبريل أعلن ترشحه لرئاسة الحزب.

وفي يوم الثالث عشر من نفس الشهر وفي محاولة منه إعادة الحزب إلى مساره الصحيح، قرر طلعت السادات تغيير اسم الحزب الوطني الديمقراطي إلى «الحزب الوطني الجديد»، معلنًا أنه سينقي الحزب من الفاسدين، وبعد ذلك صدر قرار بحل الحزب نهائيًا.

 

رئيس الوزراء

بعد اندلاع ثورة الخامس والعشرون من يناير وإقالة الحكومة، كان اسم طلعت السادات أحد أبرز المرشحين لرئاسة مجلس الوزراء بعد رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف.

وقال مصدر مقرب من أسرة السادات إن طلعت السادات تم ترشيحه لرئاسة مجلس الوزراء قبل وفاته بيوم واحد فقط، إلا أن المنية وافته قبل أن يتم تنصيبه رئيسًا للوزراء ليتم ترشيح الدكتور كمال الجنزوري بعد ذلك.

 

السادات والمشير طنطاوي

 

جمعت طلعت السادات بالمشير محمد حسين طنطاوي – وزير الدفاع الأسبق علاقة احترام وإجلال، فكان طنطاوي يرى في السادات السياسي المحنك، فيما كان يرى السادات وزير الدفاع الأسبق محارب الفاسدين.

وشبه السادات المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بالملك أحمس، قائلاً: «الاتنين أصلهم من الجنوب، فأحمس حررنا من الهكسوس، والمشير بيكنس وينضف البلد من الفاسدين».

 

 

السادات والسيسي

 

كان طلعت السادات أول من تنبأ بتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصب رئيس الجمهورية، حيث قال «إن مصر تحتاج لقائد عسكري من الجيش لتولي القيادة في السنوات الأربع الأولى حتى يتم تثبيت فكرة الديمقراطية بعيدا عن الفوضى» – حسب وصفه –.

ورد طلعت السادات في تصريحات صحفية بعد قيام ثورة 25 يناير حول اعتزامه الترشح لمنصب رئيس الجمهورية قائلًا: «إن رئيس مصر يجب أن يكون عسكريا؛ فالحكومة العسكرية يستطيع رئيسها أن يأخذ قرارات بحماية الشعب، وأرفض فكرة تعديل الدستور، كما أدعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى أن يأخذ الوقت اللازم لوضع دستور جديد وسن قوانين لتطهير البلد من الفساد الذي انتشر في العهد السابق».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *